المسؤولية الإدارية في دنيا المواقع الإلكترونية - الجزء الأول :: تواصل ولقاء

المسؤولية الإدارية في دنيا المواقع الإلكترونية - الجزء الأول :: تواصل ولقاء: "مقالات منكم ولكم المسؤولية الإدارية في دنيا المواقع الإلكترونية - الجزء الأول
اجرى القاء يوم : الجمعه بتاريخ: 2010-04-16
لؤلؤة الشعراوي

ما بين اطلاق المسميات داخل المنتديات و المواقع المختلفة ....
وما بين ترديد اصحاب المواقع لمقولة ' الإشراف تكليف و ليس تشريف ' التي حفظناها عن ظهر قلب و اعتدنا على قراءتها في المنتديات وداخل المشاركات خاصة وهى تزين موضوعات التهنئة بإنضمام احد الاعضاء الى قافلة إداري الموقع ...
وما بين العمل الدؤوب من مبرمجي و مصممي المنتديات في إصدار احدث التصاميم و الحركات التي تساعد على تمييز المسميات و الرتب الإدارية من خلال تزينها داخل المستطيلات, أو تلوينها بالوان قوس قزح , أو وضع الرتبة و تحتها عدد كبير من النجوم البراقة , أو في اطار الحركات الفلاشية و الفوتوشوبية المبهره ..
كان لابد لنا أن نتوقف قليلاً و نتسائل ؟
هل يُقدر اصحاب المواقع و مؤسسيها ثم مديريها و مراقبيها و اخيراً مشرفيها - حجم المسؤولية الملقاه على عاتقهم عندما وضعوا - او وُضِع لهم - هذة المسميات الإدارية تحت معرفاتهم ؟
هل يدرك صاحب الموقع وطاقمه الإداري حقيقه و طبيعية و معنى هذة المسميات التي تسبق معرفه الحقيقي او الإفتراضي و التي تمثل وظائف ادارية تنظيمية داخل مجتمع المواقع و المنتديات الإلكترونية ؟؟

مؤسس موقع / منتدى
صاحب موقع
المدير العام
نائب المدير العام
كبير المراقبين
المراقبين
المشرفين
مساعدي المشرفين

و القائمة قد تطول و تشمل اكثر من ذلك ..
من الأهمية ان ندرك أن هذة المسميات ما وضعت للتفاخر و التباهي , بل هى مسميات تمثل إقرار صاحبها بأنه ' مسؤول ' و راعي , والراعي لابد ان يكون مسؤول عن رعيته و هو بالتالي محاسب امام الله ثم اعضاءه و زواره عن كل ما يطرح و يخص هذا الموقع و كلاً في موقعه
فالمسؤولية: هي التبعة والتكليف
واصطلاحا: هو التكليف الذي يعقبه الحساب.

و الحساب آت لا محاله
تأمل معي أخي القارىء/ أختي القارئة,
قوله تعالى ( وقفوهم إنهم مسئولون مالكم لا تنصرون * بل هم اليوم مستسلمون)[الصافات:24-26].


عندما اقرأ هذة الآية أقف في صمت مهيب يتخلله رجفة تعتري جسدي , و انا اتخيل ذلك المشهد المهيب الذي سيقف فيه ' المسؤول ' امام المولى عز و جل ليُحاسب على ما كان يتحمل مسؤوليته في هذة الدنيا و في يوم ما , و من ضمنها - مسؤولية ادارة موقع او منتدى او رعاية محتوى لهذة المواقع - .
فتخيل حالك يا صاحب الموقع و يا من يزين معرفك الإفتراضي مسميات نيونية هى بالحقيقه ' تكليفية ' , عن حالك بالآخرة من حبس في الموقف، وسؤال عسير، عندما لا تجد من ينصرك من بطانة السوء حيث لا تملك في وقتها إلا الانقياد والذلة والخضوع لرب الأرض والسماء سبحانه.

:: كيف يكون التكليف في المنتديات؟ ::
:: حفظ الأمانه و صيانتها ::

إن أهم ما يحثنا عليه ديننا الإسلامي هو ' أداء الأمانة ' وإيصالها إلى أهلها، ومن أشكال ذلك حفظ الوديعة وذلك لأن حفظ الوديعة وتأديتها إلى أهلها يشيع الأمان، والثقة بين الناس، فيثق المسلم بأخيه، فيأتمنه على ماله أو غيره دون خوف أو قلق، ويترتب على هذه الثقة شيوع الألفة والمحبة.
و من أهم صور الودائع في عالم المنتديات الإلكترونية هو ' الموقع الإلكتروني ' وما يندرك تحته من مسمى مثل المنتدى , المجلة والسكربت و غير ذلك ... و من أهم الأشخاص الذين عليهم حفظ هذة الأمانه هما ' صاحب الإستضافة ' و' الدعم الفني ' ...

صاحب الإستضافة : و هو ذلك الشخص الذي تقدم له صاحب الموقع بعد ان توسم فيه الخير و الثقه , و قدم له بنفسه موقعه و بياناته كـ ' وديعه عنده ' و هو بالتالي انسان مسؤول عن حفظ و صيانة ' الموقع ' - الأمانه - من يد العابثين من خلال تأمين السيرفر و حمايته و سد ثغراته و الإشراف عليه و متابعته و عمل ' باك آب ' للموقع على فترات متقاربة - مثلما هو الإتفاق مع صاحب الموقع - و حل ما يصادفه من مشكلات حتى يحمي و يحافظ على الموقع , ليكون قد حقق بذلك قولاً و عملاً ما قال به سبحانه و تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ) سورة المعارج(32).. قال بعض المفسرين: 'أي مراعون لها، ضابطون، حافظون، حريصون على القيام بها وتنفيذها'

الدعم الفني : و هو مسؤول عن كل ما يشمل الموقع من أمور فنية - يعلمها الجميع - و ما يشملها من بيانات للوحات التحكم و كلمات المرور و الجدار الناري و غيرها ,, كلها آمانه في رقبته , فلقد اودع صاحبه موقعه بين ايدي أخيه المسلم ' الدعم الفني ' و قام بتسليمه كل شىء خاص بموقعه بما فيها معلوماته السريه الهامة بالنسبة له , و هو مطمئن ان هذا الإنسان او ذاك و من خلال لقبهما الموجود تحت معرفاتهما ' الدعم الفني ' او ' صاحب شركة الإستضافة ' هما أهل للثقة .

ولكن ما نراه من واقع المعاملات الإلكترونية أن كثير من اصحاب النفوس الضعيفه يتخذون من هذة ' الألقاب التكليفية ' وسيلة لسرقة المواقع و الإستيلاء عليها - إلا من رحم ربي - , هؤلاء لا يدركون من خلال ما يقومون به من أفعال أنهم أول من يخالفون أمر الله تعالى القائل في محكم كتابه الكريم : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) ضاربين بعرض الحائط النهي الإلهي في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) . فنجدهم هم من يستولون على المواقع من خلال وضع ايديهم و السيطرة عليها عندما تسنح لهم الفرصة لفعل ذلك و ما يتبعه من صور عدة ينأى لها الجبين مثل سرقة الدومين و تغيير بياناته لحسابهم و القيام بتغيير معلومات دخول صاحب الموقع حتى لا يتمكن من دخول موقعه او لوحة تحكمه الخاصه بل قد يصل الامر لحظر صاحب الموقع من الدخول و سرقة مجهوده و تعبه و نجاحه الذي استباحه صاحب شركة الإستضافة او الدعم الفني و طمع فيه , و البعض الآخر قد يخون الأمانه بوسائل اقل حده و عنف : مثل الإستيلاء على قوائم الأعضاء و بيعها لحسابة الخاص او سرقة الهاكات و المنتجات الفنية و غيرها من اشياء تعب فيها صاحب هذا الموقع ليستغل هذا ' المسؤول ' مكانته و موقعه الوظيفي - التكليفي - و يعثو في الأرض فساد و يبيح لنفسه ما حرمه عليه ربه من اجل متاع الدنيا الزائل !!

أخي صاحب شركة الإستضافة
أخي الدعم الفني

اذا صادف و تعرضت لسوء المعاملة من صاحب الموقع كأن تأخر في تسديد مال لك عنده او حدث بينكما خلاف , فاحذر راعاك الله من النيل منه من خلال محاولة إتلاف موقعه او الفساد فيه بأي شكل من الأشكال , حتى لا تكون كمن بات مظلوماً و اصبح ظالماً , ولا تياس و اتخِذ السبل الشرعية و السليمة كمحاوله لايجاد حلول لمشكلتك مع صاحب الموقع و ابحث عن من يمكن أن تتخذه حكماً ليحاول الإصلاح و تقريب وجهات النظر فيما بينكما , و إن لم تصل لنتيجة و استمر ظلمه فرد له أمانته عندك و لا تخون من خانك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ' أدّ الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك ' و تأكد ان الله معك وسينصرك فان لم تاخذ حقك فى الدنيا فسوف يضاعف لك الأجر فى الآخرة وستاخذ من حسنات من ظلمك حتى ترضى .
احذروا راعاكم الله من خيانة الأمانه و احرصوا على أدائها الى اصحابها و مثال ذلك وديعة ' المواقع ' , و ان كان لديك شك ولو بالقليل انك لن تكون قادر على حفظ امانتها فاعتذرعنها و إياك ان تقبلها طالما كنت تعلم في نفسك انك ستفسدها و لن تكون آهلاً لها قال تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)

أما انت يا صاحب الوديعة ' الموقع/ المنتدى'
فاحرص على حسن معاملة من أودعت عنده وديعتك , و التمس له العذر اذا تأخر عليك في تنفيذ اي طلب , و اياك و سوء الظن به و التسرع في اصدار الأحكام عليه لمجرد انك لم تجد منه رد فوري على رسالتك او ايميلك او تذكرة الدعم في شركته , فعليك أن تصبر و تتمهل الى ان تعرف سبب تأخره
و أوصيك أن تتحرى من تختاره لتحفظ عنده وديعتك , و لابد ان يتسم ببعض السمات التي وضحها لنا الشرع مثل ان يكون حراً بالغاً عاقلاً رشيداً .
كما أوصيك أن تكون متواضعاً , لطيفاً في اخلاقك , ليناً في كلامك , لا توجه طلبك على شكل أمر بل زينه بالسلام و السؤال عن احوالهما و الدعاء لهما بالتوفيق و السداد , و احرص على شكرهما من آن لأخر فليس من الصحيح ان يقتصر تعاملك مع شركة استضافتك او دعمك الفني على الطلبات و التوضيحات و اللجوء لهما وقت المشكلات , بل احرص على شكرهما من وقت لآخر دون ان يكون لك عندهما غرض او طلب و تذكر ان من لم يشكر الناس لا يشكر الله .

اللهم إنا نسألك حفظ الأمانات، وأدائها إلى أهلها يا رب العالمين، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين..

- Sent using Google Toolbar"

المتابعون

أرشيف المدونة الإلكترونية